Description
من الضروري قراءة وإعادة قراءة رواية “1984” للروائي البريطاني”جورج أوريل” التي صوَّر فيها نسخةً بائسة من العالم كما رآه آنذاك. كُتبت الرواية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعام أو عامين، ورغم كونها رواية خيالية فإن السيطرة الكاملة لهذا العالم القاتم على حياتنا غير متوقعة. ولكن بوسع الإنسان في كل زمان ومكان أن يتساءل: ما الذي يجعل هذا العالَم الخيالي واقعياً؟ اضطهاد الطبقة العاملة كما يرى الاشتراكيون؟ أم السلبية والإرهاب والأيدولوجيات المتطرفة وغير المنتجة كما يرى الرأسماليون؟ أم تراجع دور اللغة والفن، وسطحية مجتمعات التواصل الاجتماعي، كما يرى المثقفون؟ وهل حقاً يتخلى الناس عن حريتهم من أجل سلامتهم؟ يمكننا أن نفكر في هذه الأسئلة الآن، لأننا ما زلنا نملك حرية التفكير على الأقل. هذه هي قصة “أورويل” والصراع الداخلي في “أوقيانيا”، وصراعها الخارجي الذي لا ينتهي مع دولتيّ “آسيا الشرقية” و”أوراسيا”. وهو صراع ما زال محتدماً وتتجلى صوره في معظم عواصم العالم الذي كنا نظنه متقدماً؛ من “هونج كونج” و”أفغانستان” و”بيروت” شرقاً، مروراً بـ”باريس” و”لندن” عاصمة “أوقيانيا”، إلى “مينيابوليس” و”نيويورك” و”لوس أنجلوس” غرباً. تبدو الحقائق واضحةً اليوم؛ تُصورها الكاميرات وتبثها القنوات على الهواء مباشرة وعبر المنصات، ورغم ذلك، سيكون وسيبقى للحقائق ووزاراتها وقنواتها وجهٌ آخر!